مقدمة
الحمد
لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ............وبعد
فلقد كان الكثير من
أساتذة التربية ينكرون أن في الإسلام شيئاً اسمه التربية ، وينكرون تاريخ التربية
الإسلامية وكادوا يقتنع بعض المسلمين بتلك
الفرية الخبيثة ، حتى إن بعض المسلمين رددوا هذه المقولة الكاذبة ، ودارت الأيام
وامتلأت المكتبة التربوية العربية بتاريخ التربية الإسلامية ، وأصول التربية
الإسلامية ولقد وردت في القرآن ن الكريم نماذج عديدة وكثيرة مما نسميه اليوم
بالوسائل التعليمية
، وقد استخدمت هذه النماذج لتوضيح القضايا المعروضة بالطريقة التي تتناسب مع العقلية البشرية وإمكاناتها
المختلفة حسب أنماط البشر وقدراتهم المتفاوتة
على الإدراك ، كما أن من أهداف استخدام هذه النماذج وفي مواقف متعددة تأكيد المعاني وتقريبها إلى مفاهيم البشر
مهما تبدلت ظروف الزمان والمكان ، ونحن
هنا نحاول استعراض بعض النماذج الواردة في كتاب الله ولقد كان النبي عليه الصلاة والسلام القدوة العملية الحية للمسلمين إبان حياته بينهم ، ثم تحولت القدوة إلى المنهج الذي
تركه لهم إلى يوم القيامة ، وكما كان يحدثهم بكلماته كان يريهم أعماله نموذجا
تطبيقيا إما بالتوجيه المباشر أو بالتلميح
أو أساليب أخرى تدخل ضمن ما نطلق عليه اليوم بالوسائل التعليمية ، والنماذج التي سنذكرها هي غيض من فيض
وفي الصفحات التالية سوف أعرض عليكم بإذن الله بعضاً من طرائق التعليم والتعلم في القرآن الكريم
والسنة النبوية المطهرة والتي أوجزها في النقاط
التالية :
المبحث الأول : من طرائق التعليم والتعلم في القرآن الكريم
المبحث الثاني : من طرائق التعليم والتعلم في السنة النبوية المطهرة
وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب
مقدم البحث إشراف
علاء عيد توفيق ليثي الدكتور أمين دياب
المبحث الأول
من طرائق التعليم والتعلم في القرآن الكريم
1- التعليم والتعلم بالقدوة الطيبة ، والموعظة الحسنة :
لقد
علمنا القرآن الكريم من طرائق التعليم والتعلم وإعداد المتعلم القدوة الطيبة
والصادقة في سلوك الأب ، والمعلم مع إتباع الموعظة الحسنة ، حيث يوجه المتعلم إلى
السلوك القويم ، وتدعيم الحسن منه وتخلية المتعلم من السيئ والمرفوض منه ، ويتضح
هذا جلياً في أسلوب سيدنا لقمان – عليه السلام – مع ابنه وهو يربّيه قال تعالى : {
وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ
بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ، وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ
بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ
أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ، وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى
أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا
فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ
مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ، يَا بُنَيَّ إِنَّهَا
إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي
السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ
خَبِيرٌ ، يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ
الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ،
وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ
اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ، وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ
مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ } [لقمان : الآيات
من 12 إلى 19] .
فالمرسل
هنا هو سيدنا لقمان عليه السلام
والمستقبل
هو ابنه
والوسيلة
هي الموعظة الحسنة والقدوة والحكمة
فقد
استخدم سيدنا لقمان الموعظة الحسنة ، والحكمة والقدوة الطيبة في التعليم والتعلم ،
حيث بدأ يعلم ابنه التوحيد بعد أن علمه هو عقائدياً ومارسه عملياً وعلمه المعبود
بحق هو القادر على كل شيء ، ثم أرشده إلى النشاط العملي المؤدي إلى ذلك { أَقِمِ
الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا
أَصَابَكَ ... وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ
مَرَحًا .... وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ } ، ثم وضح له
الدوافع إلى ذلك : { إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ } ، { إِنَّ اللَّهَ لَا
يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ } ، { إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ
الْحَمِيرِ } .
وقد
تعددت الآيات القرآنية التي اتخذت من الموعظة الحسنة والقدوة أسلوباً لتعديل سلوك
المتعلم نحو الأفضل ، قال تعالى : وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ
فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ
أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا
كَبِيرًا } [النساء : 34] .
2-
التعليم والتعلم بالملاحظة الدقيقة والمنظمة :
أقرّ
القرآن أهمية الملاحظة المنظمة والمشاهدة المتكررة في التعليم والتعلم ، حيث يرسل
الله سبحانه وتعالى النبي أو الرسول( المرسل ) ويدعم موقفه التعليمي بالمعجزات
التي يشاهدها المتعلم ( المرسل إليه ) ، ويستنتج منها النتائج والعظات والعبر ،
فيعدل من سلوكه إذا فقه الدرس ووعاه ، قال تعالى : { وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ
اللَّهِ لَكُمْ آَيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا
بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ } [سورة هود آية : 64] ، وقال تعالى : {
قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ ، لَا
تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ } [سورة الشعراء آية :
155 - 156] .
وفي
هذه الآيات أوضح سيدنا صالح لقومه قدرة الله سبحانه وتعالى بهذه الناقة التي تسير
أمامهم ، وتشرب الماء في يوم ، وتعطيهم اللبن ، وقد حشد القرآن الكريم عشرات
المواقف التعليمية بالملاحظة المنظمة مثل موقف سيدنا إبراهيم مع الشمس والقمر
وعبادته لله ، وكذا التفكر في خلق الله .
3-
التعليم والتعلم بالعروض العملية :
العرض
العملي ( هو النشاط الذي يقوم به المعلم أو المتعلم أو أي متخصص أو مجموعة من
المتعلمين أو المتخصصين بقصد توضيح حقيقة أو قانون أو قاعدة أو نظرية أو تطبيقاتها
في الحياة العملية باستخدام بعض وسائل الإيضاح مثل العينات والنماذج والصور
والرسوم والأفلام والتجارب العملية إلى جانب الشرح الشفوي ) .
وقد
أقر القرآن الكريم أسلوب التعلم بالعروض العملية في العديد من المواقف التعليمية
الواردة في القرآن الكريم ومنها قوله تعالى : { قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ
تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى ، قَالَ بَلْ أَلْقُوا
فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا
تَسْعَى ، فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى ، قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ
أَنْتَ الْأَعْلَى ، وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا
صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى ، فَأُلْقِيَ
السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى } [سورة طه
الآيات : 65 - 70] .
ماذا
نستنج من الآيات السابقات ؟
-
هذا عرض عملي رائع حيث حشر الناس ضحى ، فالرؤية واضحة ، والسحرة يقفون في صف ،
وموسى يقف في صف ، وتبارز موسى والسحرة ، فألقى السحرة أولاً ، ثم ألقى موسى
ثانياً ، وظهر الحق أمام الجميع ، فهل رأيتم علماً تعليمياً / تعلمياً مثل هذا
العلم ؟! وهل رأيتم عرضاً مثل هذا العرض العلمي في أي موقف تعليمي نعقده للمتعلمين
؟!
-
على المعلم المسلم أن يستفيد من الموقف التعليمي السابق ويتعلم العديد من الخصائص
الجيدة للموقف التعليمي الناجح .
-
فقد كانت أهداف الموقف التعليمي بين موسى وفرعون واضحة ( إثبات نبوة موسى عليه
الصلاة والسلام ، وأنه رسول رب العالمين ) .
-
وقد خطط سيدنا موسى للموقف تخطيطاً دقيقاً حيث حدد المكان والزمان { مَوْعِدُكُمْ
يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى } .
-
جلس كل فريق في المكان المعد له ، سيدنا موسى في جانب وفرعون والناس والسحرة في
جانب آخر
-
وضوح الرؤية حتى يرى الجميع خطوات الموقف ونتائجه العلمية { وَأَنْ يُحْشَرَ
النَّاسُ ضُحًى } .
-
وضوح الصوت : { قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ
أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى } .
-
رؤية المتفاعلات في الموقف ( فلما ألقوا ) { فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ
يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى }
والخلاصة هنا
أن المرسل هو موسى عليه السلام
والمستقبل هم
السحرة ومن منهم من الناس
والوسيلة هي
العرض العملي الذي قام به موسى عليه السلام
والنتيجة لا شك
ساحقة ومؤثرة إلى أقصى حد لدرجة أن السحرة أنفسهم آمنوا
المبحث الثاني
من طرائق التعليم والتعلم في السنة النبوية المطهرة :
تحدثنا في الأسطر السابقة عن بعض طرائق التعليم والتعلم في القرآن الكريم ، والآن نتحدث عن بعض طرائق التعليم والتعلم في سنة المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، لنعلم أن نبينا محمداً صلى الله عليه وآله وسلم أسوة المربين وإمامهم وخاتم الأنبياء والمرسلين ، ومعلم البشرية إلى يوم الدين ومن هذه الطرائق ما يلي :
1- التعليم
والتعلم بضرب الأمثال :
استخدم رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم الأمثال لتشبيه المجرد بالمحسوس ، وهذا أسلوب علمي تربوي سبق
به رسولنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم علماء التربية في عملية التعليم والتعلم
للمتعلمين ، فقد روى الشيخان عن أبي موسى الأشعري – رضي الله عنه – قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : < إن مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث
أصاب أرضاً ، فكانت منها طائفة طيبة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير ، وكان
منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا منها وسقوا وزرعوا ، وأصاب
منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ ، فذلك مثل من فقه في دين
الله ، ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلّم ، ومثل من لم يرفع بذلك رأساً ولم يقبل
هدى الله الذي أرسلت به > .
وهنا شبه الرسول صلى
الله عليه وآله وسلم العباد حسب استفادتهم من الهدي النبوي بالأرض التي يسقط عليها
الماء ، فبعضها طيب ينزل عليها الماء فيعطي الزرع الوفير ، وبعضها يحتجز الماء
فينتفع به الناس ، وبعضها – والعياذ بالله – أرض خبيثة لا تمسك الماء ولا تنبت
الزرع ، فهي أرض فاسدة لا تنتفع بالخير ولا تنفع به غيرها .
المرسل هو
الرسول صلى الله ليه وسلم
المستقبل
الصحابة رضوان الله عليهم
الوسيلة ضرب
الأمثال وتشبيه المجرد بالمحسوس
2- التعليم الإبداعي
والعصف الذهني :
استخدم رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم أسلوب التعلم الإبداعي والعصف الذهني في تعليم المسلمين ، حيث
قال لأصحابه كما قال عبد الله بن عمر بن الخطاب : قال رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم : < مثل المؤمن كشجرة لا يتحات ( أي لا يسقط ) ورقها > قال ابن
عمر : فوقع في نفسي أنها النخلة ، وعنده رجال من العرب ، فذكروا الشجرة فما أصابوا
حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : < هي النخلة > ، فقلت لأبي : لقد وقع
في نفسي أنها النخلة ، فقال : يا بني : ما منعك أن تتكلم بها ؟ فقلت : الحياء ،
وكنت من أصغر القوم سناً ، فقال : لأن تكون حيياً أحب إليّ من كذا وكذا ، أخرجه
الشيخان مع اختلاف يسير .
روى البخاري قال : صلى
لنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – صلاة الصبح بالحديبية على أثر سماء كانت
الليلة ( أي مطر ) ، فلما انصرف النبي – صلى الله عليه وسلم – أقبل على الناس فقال
لهم : < هل تدرون ماذا قال ربكم ؟ > قالوا : الله ورسوله أعلم قال : <
أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر ، فأما من قال : مطرنا بفضل الله ورحمته ، فذلك مؤمن
بي ، كافر بالكواكب ، وأما من قال : مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي ، مؤمن
بالكواكب
وفي هذا المثال يستخدم
المصطفى صلى الله عليه وسلم العصف الذهني للتعليم والتعلم ، وهذا قمة ما توصل إليه
حديثاً رجالات التربية وباحثوها .
3 - التعليم والتعلم
بالتجريب العملي :
سبق رسولنا المصطفى صلى
الله عليه وسلم علماء التربية الحديثة في إقرار مبدأ التعليم والتعلم بالتجريب
العملي ، حيث كان يقوم بالعرض العملي أمام المتعلمين ، ثم يطالبهم بعد ذلك بإجراء
ما تعلموه علمياً ، قال صلى الله عليه وسلم لأصحابه : < صلوا كما رأيتموني أصلي
> رواه البخاري .
روى أبو داود والنسائي
وابن ماجة من حديث عمرو ابن شعيب عن أبيه عن جده أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه
وسلم فقال : يا رسول الله كيف الطهور ؟ ( أي الوضوء ) فدعا رسول الله صلى الله
عليه وسلم بماء في إناء فغسل كفيه ثلاثاً حتى استوفى ، ثم قال : < فمن زاد عن
هذا أو نقص فقد تعدى وظلم
وروى البخاري حديثاً
ذكر فيه أنه صلى الله عليه وسلم صلى مرة بالناس إماماً وهو على المنبر ليروا صلاته
كلهم ، وليتعلموا من مشاهدته وأفعاله .. فلما فرغ أقبل الناس فقال : < يا أيها
الناس إنما صنعت هذا لتأتموا بي ، ولتعلموا صلاتي > .
4- التعلم التعاوني :
فحياة المسلمين كلها
أعمال جماعية كالصلاة والحج والجهاد ، والرسول صلى الله عليه وآله وسلم يقول :
< إنما يأكل الذئب القاصية من الغنم > ، وكان يقول لهم : < لا تختلفوا
فتختلف قلوبكم > ، وكان يعمل معهم في حفر الخندق ، ويجمع لهم الطعام ليجتمعوا
عليه ، والعمل الجماعي والتعلم الجماعي والتعاوني شعار الإسلام قال تعالى : {
إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ( 5 ) اهْدِنَا الصِّرَاطَ
الْمُسْتَقِيمَ } [الفاتحة : 5 - 6] .
الخلاصة :
ومن خلال
الأسطر السابقة يتبن لنا أن الإسلام منذ مئات السنين كانت له السبق فيما توصل إليه
علماء التربية في العصر الحديث وذلك من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة
وما توفيقي إلا
بالله عليه توكلت وإليه أنيب
0 التعليقات:
إرسال تعليق