تربية الطفل فى الإسلام
فى هذا الفصل نتعرف على
منهج السنة النبوية المطهرة فى رعاية الطفل المسلم منذ ميلاده وحتى سن السادسة،
ورغم أن الفواصل العمرية فى اهتمام السنة النبوية بمراحل حياة الإنسان ليست على
درجة من التحديد الجازم إلا أن المرحلة الأولى من حياة الطفل والتى تقابل مرحلة ما
قبل المدرسة بالذات تحظى باهتمام السنة النبوية المطهرة بما يشير الى منهج متكامل
للتعامل مع هذه المرحلة من قبل الأسرة وغيرها من الجهات المعنية بالطفولة فى هذه
المرحلة.
أولا: متطلبات طفل ما قبل المدرسة:
توصلت الدراسات
الرتبوية والنفسية التى تناولت طفل ما قبل المدرسة الى العديد من المتطلبات التى
يحتاج إليها الطفل فى هذه المرحلة، وتتنوع هذه المتطلبات والحاجات ما بين جسمية
ونفسية واجتماعية.
وقد اشارت بعض الدراسات التربوية
الى ان من هذه المتطلبات ما يلى :
1-الحاجة الى الرعاية الجسمية والصحية من حيث الرضاعة
والتغذية.
2-الحاجة الى الطمأنينة والاسقرار.
3-الحاجة الى التوجيه وضبط السلوك.
4- الحاجة الى اللعب.
وتوصلت دراسات أخرى الى أن من أهم
الحقوق التى يجب على الاباء او غيرهم
مراعاتها فى حق طفل ما قبل المدرسة ما يلى:
1- حق الطفل فى الحياة.
2- حقه على والده فى أن يحسن اختيار اسمه ويحسن أدبه.
3- حق الطفل على والده فى اختيار الأم الصالحة.
4- حقه فى المساواة بنيه وبين أخوته.
5- حقه فى الحنان والعطف والتقدير والاحترام.
6- حقه فى التوجيه والارشاد السليم.
7- حقه فى الثواب ونبذ القسوة فى عقابه.
8- حقه فى اللعب.
9- حقه فى الانفاق عليه ورعايته صحيا.
أما الدراسات النفسية التى عنيت
بالجانب الاسلامى فذكرت من حقوق طفل ما قبل المدرسة ما يلى :
1- حسن أدب الطفل وحسن اختيار اسمه.
2- المساواة فى المعاملة.
3- الرحمة والرأفة بالصغير.
4- اللعب والملاعبة من الوالدين والمربين.
يتضح مما سبق أن مرحلة ما قبل المدرسة فى حياة الطفل
ليست مرحلة تعليمية بالمعنى المتعارف عليه، وإنما حاجاته فى تلك المرحلة تدور حول
المحافظة عليه، واشباع حاجاته المادية بالطعام والشراب، وحاجاته النفسية بالحب
والحنان والعطف والعدل بينه وبين اخوته، وتوجيهه سلوكيا واجتماعيا وإتاحة الفرصة
له فى النشاط واللعب.
ثانيا: أوجه رعاية السنة النبوية لطفل ما قبل المدرسة:
تعد السنة النبوية
الشريفة المصدر الثانى من مصادر التربية الإسلامية بعد القرآن الكريم، وقد عنيت
عناية خاصة بالطفل وجعلت رعايته أمرا دينيا وسنة نبوية يجب الاقتداء بها.
وركزت السنة النبوية
الشريفة بشكل خاص على الطفل فى سنواته الأولى التى يكون فيها معتمدا على الكبار
الذين تنمو من خلال توجيهاتهم شخصيته، ومن ثم ألزمت السنة النبوية الكبار بالقيام
بحقوق الاطفال التى هى فى الواقع ترجمة لحاجتهم ومتطلباتهم.
وهناك مؤشر هام فى السنة
النبوية الشريفة لتحديد سن ما قبل المدرسة وهو أنه فى نهايتها نبدأ فى تعليم الطفل
الصلاة، ويكون ذلك فى السابعة.
ومن ثم يمكن القول أن
مرحلة ما قبل المدرسة فى ضوء السنة النبوية الشريفة هى التى تمتد من الميلاد حتى
سن السادسة أو السابعة تقريبا، ويطلق فيها على الطفل لفظ الصبى أو الغلام، حيث
كانت كلمة صبى فى التعابير القديمة تقابل كلمة طفل فى التعبير الحديث.
وفيما يلى من الصفحات
محاولة لتناول ِأوجه الرعاية التى قدمتها السنة النبوية المطهرة لطفل ما قبل
المدرسة .
1-إدراك الوالدين لمسئولية تربية الطفل ورعايته:
لما كانت مسئولية رعاية
وتربية طفل ما قبل المدرسة تقع فى المقام الأول على الأسرة، وقلما يفكر الوالدان
فى عظم هذه المسئولية لأنهماكهما فى مشاغل الحياة، فقد حرص الإسلام على تهيئة
الأسرة المسلمة التى تعى مسئولية تربية الطفل وتستطيع القيام بها، على اعتبار أن
تكوين الأسرة المسلمة مرحلة سابقة على وجود الطفل.
فقد جعلت مسئولية
الوالدين عن هذه الرعاية مسئولية دينية قبل أن تكون مسئولية اجتماعية، وروى
البخارى فى ذلك عن عبد الله أن رسول الله (r) قال: (كلكم راع وكلكم مسئول).
كما يكفى بيان اثر
الوالدين فى تربية الطفل ورعايته ما رواه أبو هريرة عن النبى (r) قال ما من مولود إلا يولد على
الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصارنه أو يمجسانه".
2- ممارسة السنن والأحكام الإسلامية بعد ولادة الطفل :
جاءت السنة النبوية المطهرة بالعديد من السنن والأحكام
الإسلامية التى يستحب ممارستها بعد ولادة الطفل.
ومن هذه السنن والأحكام ما يلى :
1- البشارة والتهنئة بالطفل ذكرا كان أو أنثى لآن فى
البشارة مسرة للوالدين، وفى التهنئة دعاء بالخير للوالدين والطفل.
2- التاذين فى أذن الطفل المينى، والاقامة فى اذنه اليسرى،
لآن فى الآذان والاقامة تحصين للطفل من الشيطان وتلقينه شعار الإسلام.
3- تحنيك الطفل بالتمر والدعاء له بالبركة، لآن فى التحنيك
سنة وصحة للطفل ، وفى الدعاء طلب الصلاح والخير له.
4- العق للطفل المولود يوم سابعه، أى ذبح شاه عنه ذكراً كان
أو انثى، وقيل شاتان للذكر وشاه للأنثى، لآن فى العقيقة شكرا لله وفداء للمولود
واجرا للوالد.
5- حلق رأس الطفل يوم سابعه والتصدق بمقدار وزن شعره ذهبا
أو فضة لآن فى الحلق نظافة للرأس وتقوية للحواس وفى الصدقة شكر لله واقرار بنعمته.
6- تسمية الطفل باسم من الاسماء الحسنة، لآن للأسماء تأثير
فى مسمياتها، ومن ثم فالإسم الحسن له تأثير على شخصية صاحبه وعلى سلوكه طوال
حياته، وقد يشكل ضابطا من الضوابط التى تحكم أقواله وتصرفاته وسلوكه.
7- ختان الطفل لآنه من أصل الفطرة ومن سنن الأنبياء وفيه
فوائد جسمية وصحية للطفل.
3- حماية حياة الطفل:
من الحقوق التى كفلها
الاسلام للطفل حقه فى الحياة وصيانتها وتحريم الاعتداء عليها بالقتل سواء وهو جنين
فى بطن أمه أو بعد الولادة قال تعالى :" ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن
نرزقكم وإياكم إن قتلهم كان خطئا
كبيرا".
وقضى الإسلام على
العادة الجاهلية الذميمة التى كانتن معروفة عند العرب قبل الإسلام وهى وأد البنات
أى قتلهن وهن أحياء خوفا من العار او السبى ، قال (r) " إن الله عز وجل حرم عليكم عقوق
الأمهات، ووأد البنات، ومنع وهات".
4- الرعاية الجسمية والصحية للطفل:
من أبرز المظاهر التى
تدل على عناية الإسلام بالطفل منذ مولده، ولاسيما فيما يتعلق بالجانب البدنى
والصحى، أن الإسلام قد وجه الى ضرورة أن تكون رضاعة الطفل من ثدى أمه، وأن تكون
الرضاعة لمدة عامين كاملين قال تعالى :" والوالدات يرضعن أولادهن حولين
كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة"..
ولما للرضاعة الطبيعية
من ثدى الأم من أثر على صحة الطفل الجسمية والنفسية فقد حرص الرسول(r) على أن يحصل كل طفل على حقه من
هذا اللبن خلال فترة الرضاعة، ومن ثم فقد أخر رسول الله (r) اقامة حد الزنا على الغامدية حتى ترضع ولدها رضاعة
كاملة حتى الفطام، فلما فطمته وجاءت بالصبى وفى يده كسرة خبز دلالة على أنه بدأ
يأكل الطعام سلمه رسول الله (r) الى رجل من المسلمين ليقوم على
رعايته ثم اقام عليها الحد.
أما من حيث النفقة على
الطفل بعد الفطام فقد الزمت السنة النبوية المطهرة الوالد بالانفاق على الطفل سواء
فيما يلزم طعامه وشرابه او فيما يلزم لنفقته العامة كالملبس والمسكن والدواء
وغيرها، لاسيما وأن الطفل فى سنواته الأولى يكون فى حالة من الضعف أو العجز الكلى
عن تلبية حاجاته المادية.
5-إتاحة الفرصة للطفل فى الحركة واللعب:
أن أبرز ما يميز الطفل
فى السنوات الأولى من حياته حركته ونشاطه المستمر، فالأطفال فى السنوات الأولى
يملكون قدرا من النشاط الزائد سواء داخل المنزل أو خارجه، ويلعب هذا النشاط فى
حماية الطفل دوراً هاماً فى مساعدته على النمو الجسمى والنفسى والاجتماعى، فهو
طريق الطفل الى المعرفة وإدراك العالم الخارجى.
ومن ثم تتسم مرحلة ما
قبل المدرسة بالذات فى حياة الطفل بأن أهم ما يسودها هو جو اللعب والملاعبة من
الوالدين والمربين وقد ورد فى الأثر عن على بن أبى طالب رضى الله عنه ما يشير الى
هذا، قال :" لاعب ابنك سبعا، وأدبه سبعا، وصادقه سبعا، ثم اطلق له الحبل على
الغارب".
وقد قدرت السنة النبوية الشريفة حاجة الطفل الى
الحركة واللعب باعتبارهما وسيلة هامة للنمو الجسمى والاجتماعى والنفسى ، وأعطى
الرسول(r) من نفسه الكقل الأعلى فى تقدير
ذلك، فقد روى عن عبد الله بن شداد عن ابيه قال " خرج علينا رسول الله (r) فى احدى صلاتى العشاء وهو حامل
حسنا أو حسينان فتقدم رسول الله (r) فوضعه ثم كبر لصلاة فصلى فسجد
بين ظهرانى صلاته سجدة أطالها، قال أبى : فرفعت رأسى وإذا بالصبى على ظهر رسول
الله (r) وهو ساجد، فرجعت الى سجودى، فلما
قضى رسول الله (r) الصلاة قال الناس يا رسول الله :
"أنك سجدت ببن ظهرانى صلاتك سجدة اطلتها حتى ظننا أنه قد حدث أمر أو أنه يوحى
اليك. قال : "كل ذلك لم يكن ولكن ابنى أرتحلنى فكرهت أن أعجله حتى يقضى
حاجته".
6- معاملة الطفل بالحب والرحمة وتجبن القسوة والعقاب:
إذا كان الطفل يحتاج
الى الطعام والشراب كحاجات بيولوجية أساسية فإنه فى نفس الوقت فى حاجة الى الحب
والحنان والعطف والقبول من الآخرين حتى تنمو شخصيته فى الاتجاه السليم نفسيا
واجتماعيا.
وقد راعت السنة النبوية
المطهرة حاجة الطفل الى الحب والحنان، ولاسيما من جانب الأبوين، وبرزت مظاهر هذا
الحب فى جوانب عديدة عبر فيها الرسول (r) عن كيفية معاملة الطفل بالرحمة
والحنان وتجنب القسوة والشدة فى معاملته.
ومن أبرز المظاهر التى
تعبر عن الحب للاطفال ضمهم وتقبيلهم ومعانقتهم.
وروى عن عائشة قالت :
جاء أعرابى الى النبى (r) فقال : تقبلون الصبيان ؟ فما
نقبلهم ، فقال النبى (r) أو أملك لك أن نزع الله من قلبك
الرحمة" وقال أنس: " أخذ النبى (r) ابراهيم (ابنه) فقبله وشمله".
ومن مظاهر الحب للأطفال
أن يجلس الأب الابن فى حجره أو على فخذه.
وروى عن أسامة بن زيد
قال :" كان رسول الله (r) يأخذنى فيقعدنى على فخذه ويقعد
الحسن على فخذه الأخرى، ثم يضمنا ، ثم يقول: اللهم ارحمهما فإنى أرحمهما".
ومن مظاهر الحب للأطفال
حملهم على العنق أو العاتق، وروى فى ذلك عن البراء قال :" رأيت النبى (r) والحسن على عاتقه يقول: الهم أنى
احبه فأحبه".
ومن مظهر الحب للأطفال
المسح على رؤوسهم ووجوهمم رحمة بهم ومداعبة لهم، ومن ذلك ما رواه بن سمرة قال :
" صليت مع رسول الله (r) صلاة الأولى، ثم خرج الى أهله،
وخرجت معه فاستقبله ولدان، فجعل يمسح خدى أحدهم واحدا واحدا..".
ومن مظاهر الحب للأطفال
الإسراع لنجدتهم وتأمينهم. ومن مظاهر الحب للأطفال إيثار الكبار لهم بالطعام، ومن
ذلك. عن عائشة أنه قالت " جاءتنى مسكينة تحمل سنتين لها فاطعتهما ثلاث تمرات
: فاعطت كل واحدة منهما تمرة ورفعت الى فيها تمرة لتأكلها، فاستطعمتها ابنتاها،
فشقت التمرة التى كانت تريد أن تأكلها بينهما، فأعجبنى شأنها، فذكرت الذى صنعت
لرسول الله (r) فقال:" إن الله قد أوجب لها
الجنة أو أعتقها بها من النار".
ومن مظاهر الحب للأطفال
استقبالهم والبدء بهم عند القدوم من السفر. ومن مظاهر الحب للأطفال والتقدير لهم
وعدم التقليل من شأنهم إلقاء السلام عليهم، وروى فى ذلك عن انس " أن رسول
الله (r) مر على غلمان فسلم عليهم".
ومن مظاهر الحب للأطفال والرحمة بهم دعاء الوالدين لهم وتجنب الدعاء عليهمن وروى
فى ذلك عن النبى (r) أنه قال:" لا تدعو على أنفسكم
ولا تدعوا على أولادكم".
ومن مظاهر حب النبى (r) للأطفال ورحمته بهم أنه كان يخفف
الصلاة من أجلهم.ومن مظاهر الحب للأطفلا تكنيتهم بأحب الكنى والالقاب مداعبة لهم،
وروى فى ذلك عن أنس قال :" كان رسول الله (r) أحسن الناس خلقا، وكان لى أخ يقال له أبو عمير ،
قال : أحسبه كان فطيما، قال: فكان إذا جاء رسول الله (r) فرآه قال: ابا عمير ما فعل النغير ، فكان يلعب به.
وبصفة عامة تلفت السنة
النبوية الشريفة النظر الى ضرورة التسامح مع الأطفال فى السنوات الأولى من حياتهم،
لآن القيود الصارمة والمسئوليات الدقيقة ليست من طبيعة الطفل فى هذه المرحلة، وهذا
ما يشير إليه قوله (r) " رفع القلم عن ثلاث: عن
النائم حتى يستيقظ، وعن المبتلى حتى يبرأ، وعن الصبى حتى يكبر.
7- التوجيه السلوكى للطفل:
وقد عدت السنة النبوية
الشريفة المطهرة توجيه الآباء والامهات للاطفال فيما يتعلق بالآداب والسلوكيات
مسئولية جينية يثاب الوالدان على القيام بها باعتبارها أثمن رصيد يمكن ان يتركه
الآباء للابناء، وروى فى ذلك عن النبى (r) قال:" ما نحل والد ولدا أفضل من أدب حسن"
وقال ايضا" لآن يؤدب الرجل ولده خير له من أن يتصدق بصاع". ومن ذلك على
سبيل المثال لا الحصر ما رواه عمر ابن أبى سلمة قال :" كنت ريبيا فى حجر رسول
الله (r) وكانت يدى تطيش فى الصحفة فقال
لى رسول الله (r) يا غلام: سم الله ، وكل بيمينك،
وكل مما يليك، فمازالت تلك طعمتى بعد".
وفى توجيه الطفل الى
الابتعاد عن السلوكيات غير المرغوبة روى عن أبى هريرة قال :" أخذ الحسن بن
على تمرة من تمر الصدقة، فجعلها فى فيه، فقال رسول الله (r) كخ كخ ، ارم بها، أما علمت أنا لا تأكل
الصدقة".
وعن كيفية توجيه الطفل الى الصدق وانتباه الوالدين الى
المواقف التى يمكن أن تؤثر ولو بطريق غير مباشر فى تعلم الطفل الخداع أو الكذب
والنفاق يروى عن ابى هريرة أنر سول الله (r) قال:" من قال الصبى تعال هاك ثم لم يعطه فهى
كذبة".
8- العدل والمساواة بين الطفل واخوته:
وأكدت السنة النبوية
المطهرة على ضرورة العدل والمساواة بين الاطفال فى الحب والحنان والعطف وجميع
المعاملات حتى لا يتأثر الطفل نفسيا وتتكون لديه دوافع الغيرة أو الحسد والحقد على
أخوانه والكراهية لوالديه، وفى ذلك يقول صلوات الله وسلامه عليه" اتقوا الله
واعدلوا بين أولادكم" والعدل هنا عدل عام يشمل جميع المعاملات بين الآباء
والأبناء.
ومن صور العدل
والمساواة بين الأولاد العدل بين الذكور والأناث فى الحب والحنان والمعاملة واعطاء
كل منهما ما قررته له الشريعة الإسلامية من حقوق ، والحذر من تقدم الذكر على
الأنثى فيما ليس من حقه لآن هذا من عادات وأخلاق الجاهلية.
9- تعليم الطفل القرآن الكريم:
وذلك حتى تمتلئ ذاكرته
بالمفيد مثل حفظ القرآن الكريم بدلا من أن تمل بما يسمعه الأطفال من الأغانى
واعلانات التيلفزيون وقد كان عبد الله بن عباس رضى الله عنهما يقول سلوتى عن سورة
النساء، فإنى قرأت القرأن وأنا صغير".
ويعد تعليم الطفل القرآن الكريمن حق من حقوقه على والديه
لأن النبى (r) جعل من حق الولد على الوالد أن
يعلمه الكتاب (أى القرآن الكريم).
ولاشك أن تعليم الطفل القرآن الكريم
فى سن مبكرة له فوائد كثيرة منها:
1- إذ بدأ الطفل يحفظ القرآن الكريم فى الطفولة المبكرة
سبقت أنواره الى قلبه وكان له اثره فى زرع السكينة والايمان فى نفسه.
2- أن تلقى الصغار للقرأن الكريم فى الصغر له ثر فى سلامة
نطقهم وتحسين مخارج الحروف عندهم، ومن ثم مساعدتهم على التقدم فى النمو اللغوى
السليم.
3- أن حفظ الطفل للقرآن الكريم وتعليمه من الصغر له أثر
كبير فى رسوخ آياته فى ذهنه وصعوبة نسيانها.
الخاتمة :
1- أن يدرك الوالدان والمربون أن رعاية وتربية طفل ما قبل
المدرسة مسئولية دينية يحاسب عليها كل مسئول أمام الله عز وجل.
2- استحباب ممارسة السنن والشعائر الإسلامية بعد ولادة
الطفل من البشارة والتهنئة والتأذين والاقامة والتحنيك والعقيقة والتسمية ولحق
الرأس والختان، لآن لها مردودها الايجابى على الطفل.
3- صيانة حق الطفل فى الحياة ذكرا كان أو أنثى، وتحريم
الاعتداء على حياته بأى شكل من أشكال الاعتداء كالقتل وخلافه.
4- تلبية حاجات الطفل الجسمية والصحية كحقه فى الرضاعة
الطبيعية من ثدى الأم، وحقه فى النفقة التى تشمل كل حاجاته الأساسية من طعام وشراب
وكساء ودواء وغيرها.
5- أن يتيح الوالادان والمربون لطفل ما قبل المدرسة الفرص
الكافية للنشاط واللعب، مع مشاركتهم نشاطهم ولعبهم كلما سنحت الظروف.
6- أن ينطلق الوالدان والمربون فى معاملتهم لطفل ما قبل
المدرسة عن قلوب مملوءة بالحب والحنان والعطف والرحمة للاطفال، وتحاشى الشدة
والقسوة والعقاب.
7- التركيز فى رعاية وتربية طفل
ما قبل المدرسة على الجانب السلوكى.
8- أن يعدل الوالدان والمربون فى معاملة الأطفال بحيث يشمل
هذا العدل كل صور المعاملة من الحب والحنان والعطف والعطاء حتى فى القبلة، دون
تفرقة فى ذلك بين الأطفال جميعا سواء بين الذكور ، أو بين الإناث، أو بين الذكور
والإنلاث.
9- أن مرحلة ما قبل المدرسة هى أنسب المراحل لبداية تعلم
الطفل القرآن الكريم على عكس ما يتوهم البعض من الحادقين على الإسلام من أن الحفظ
لا يتناسب مع هذه المرحلة عيالا وراء تهميش اهتمام المسلمين بتحفيظ ابنائهم للقرأن
الكريم، وقد ثبت حقيقة وواقعا أن الطفل يمكن ان يأتى على حفظ أجزاء كبيرة من
القرآن الكريم فى هذه المرحلة.
10- أن التكامل فى تربية ورعاية طفل ما قبل المدرسة أمر ضرورى حتى
يشب مكتملا جسما ونفسا، خلقا وسلوكاً.
تلخيص الأستاذة عزة
0 التعليقات:
إرسال تعليق